الأربعاء، 29 سبتمبر 2010

أحنا والحكومة


بين النقد والتغيير

" هما السبب هما اللي خربوها ، هما , هما " كلمات تدخل الى آذاننا كثيراً وتتردد على ألسنتنا كثيراً وقد تستفزني هذه الكلمات انا وكثيراً من الناس ، وكأن الحكومات هم فقط السبب فيما وصلنا اليه وكأن لا يوجد لنا دور غير القاء الاتهامات فقط على الآخرين وعلى الزمان ، وكلامي هذا لا يسقط الدور الكبير على الحكومات ، ولكن نحن لنا دور كبير فيما وصلنا له الآن ، وبدلاً من القاء التهم يجب علينا العمل في التغيير ولتكن لنا قاعدة أساسية لكل فرد (انه لا يأتي التغيير الا من عندي) ، قال الله تعالى " إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ" ، فيجب على كل فرد ان يغير ما بنفسه اولاً حتى نقدر على تغيير مجتمعنا كما تعلمنا من رسولنا الكريم (ص) وسوف يأتي تغيير المجتمع من تغيير الفرد لنفسه ، وهنا يأتي دور الاصلاحيون في التغيير ، لأنه لن تتغير الحكومات الا بتغيير الشعب لنفسه ولأن الحكومات خارجة من الشعب وانا لا أرى أنه سيتم تغيير الحكومات الا بعد اصلاح الشعب لنفسه والتحرر من الاستعباد ، ولان الحكومة لم تجبر الشعب عن التنازل عن القيم والأخلاق والضمير التي لم يعد لها وجود الآن ، بل نحن من تنازل عنها بكل سهولة كما تنازلنا عن حقوقنا ، وارى انه ان لم يكن عند الانسان دافع للانحراف فلن ينحرف الا اذا كان داخله دافع للانحراف ، ولان الحكومة لم تجبر أحد على الانحراف لأنه لم يأتي الا من داخل الانسان ، وهنا نرى من يتمسك بقيمه و أخلاقه فاذا لم يجد الاكل فهل سيسمح لنفسه بالسرقة ، وهل المواطن الشريف الذي يتمسك بقيمه وأخلاقه هل سيسمح لنفسه بالرشوة ، وهل الفتاة التي تأخر بها سن الزواج او يوجد عندها مشاكل اسرية فهل هذه الاسباب تدعي لانحرافها ، لا والف لا لم يكن هذا ادعى الى انحراف أي فرد من افراد المجتمع ، ولكن لان فئة كبيرة قبلت بالانحراف وتخلت عن القيم والاخلاق والامانة ولهذا وصلنا الى ما نحن عليه الآن في مجتمعنا هذا ، فان الادعى هنا هو الاصلاح وليس ندب الحظ ، واننا حتى نفتقد اقل القيم والاخلاق كما علمنا ديننا الحنيف ولم نعد نرى النخوة عند الشباب والرجال الا قليلاً ، فترى الشباب يعاكسون الفتيات ولا احد يحرك ساكناً ، وتجد الشاب لم يعد يحترم الكبير ويزاحمه ,قال رسول الله (ص) " ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا" ونرى ونرى كثيراً وكثيرا ولكن لم نعد نرى تحرك النخوة والدفاع عن الحق ، وللأسف فان كل هذا من النفس وليس من الآخر ، فلم يجبرنا احد على الفساد ولكن نفسك هي من اجبرتك على الفساد وترك القيم والأخلاق وترك حريتك والجري وراء اشياء اندثرت ، وارى ما نحن فيه الآن لم يكن الا من انفسنا ، كما قال الله تعالى في كتابه الحكيم "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" ، وهنا نرى بعض الشعوب المتقدمة لم تنهض الا بالأخلاق والقيم التي تربت عليها ولم تقبل غير ذلك ، ونحن للأسف من تركنا فرعون يحكمنا وولينا المماليك ولكن نريد الآن تغيير حقيقي ، ولنبدأ بأنفسنا أولاً ولا نلقي باللوم على غيرنا لأننا نحن من قبل بهذا كله، ونحن لم نتجاهل دور الحكومة ولا ننزع عن عاتقهم الفساد ولكن ان صلحنا نحن فسوف يخرج منا الحاكم العادل والحكومة الصالحة ، ولكن يجب ان يكون عندنا من العزيمة والاخلاص والجد والاجتهاد والأمانة والحب ما يجعلنا نتقدم ببلادنا للأمام ، ومعا سنغير الكون ونصلحه ونكون يد واحدة ونحارب الفساد ونصنع التغيير ، واختم ما كتبته بمقولة شهيرة "انما الأمم الأخلاق ما بقيت فان هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا"..

بقلمي..
أسماء درغام،،

ملحوظة / هذه هي وجهة نظري الشخصية وما أشعر به وما أحسه قلبي وعقلي وكتبه قلمي وقد تختلف وتتعارض مع البعض وقد تتفق مع البعض الآخر ولكن ارجوا ان يكون في اختلافنا نقطة تلاقي وكفانا تعصب ، وارجو ان يكون الحوار والنقد بناء..

ليست هناك تعليقات: